>

كبر طفلي ومازال يلاصقني، لماذا؟

السبت، 28 يونيو 2014

.................

مازال طفلي يبكي بشدة عند تركي له في المدرسة

ابني كَبُرَ ومازال يلازمني حتى في الحمام

لا أستطيع ممارسة أي نشاط أو الخروج بدون طفلي حتى الآن

عبارات نسمعها كثيراً من أمهات كثيرات تشتكين من التصاق أبنائهن بهن، ويزداد انزعاج الأم مع استمرار هذا الالتصاق رغم كبر الأبناء في السن، ولكن دعونا نضع الأمر في نطاقه الطبيعي، فليس كل تعلق بالأم أمرًا سلبيًا.
الارتباط الطبيعي بين الطفل وأمه:

يبدأ تعلق الطفل بأمه بشكل خاص وقوي في سن 6-9 أشهر، حيث يبدأ في تمييز صورتها وحضورها وطبيعة العلاقة العاطفية التي تجمعهما، فيرغب في التواجد الدائم مع أمه ويزداد بكاؤه وهياجه ورفضه لذهابها بدونه. ويعتبر هذا تعبيراً عن النمو المعرفي والانفعالي والاجتماعي للطفل.

ويعد تعلق الطفل بأمه في هذا السن طبيعيًا بل وضروريًا لنموه الجسدي والنفسي والسلوكي والمعرفي، حيث يعزز عند الطفل:

• الثقة.
• تشكيل إحساسه بأهميته وهويته.
• تعد هذه العلاقة نموذجاً لتعاملاته الخارجية وعلاقاته العاطفية المستقبلية.
• تعطيه الهدوء النفسي الذي يؤهله للتعامل مع الضغوط والصدمات.

ويستمر هذا النوع من الارتباط لمدة أقصاها سنتين من عمر الطفل، وخلالها تقل حدة ردود فعل الطفل على غياب أمه، ويسمى هذا بالانفصال الطبيعي، ويساعد عليه عدة أشياء منها:

• إحساس الطفل بالأمان من خلال وجود أمه واهتمامها به وتلبية احتياجاته.
• ألا تطول فترة غياب الأم بشكل كبير.
• ألا يحدث هذا الانفصال في فترة مرض أو احتياج بالنسبة إلى الطفل.
• اعتياد الطفل منذ البداية على وجوه عديدة في محيطه ترعاه وتحتضنه.
كيف تعرف الأم أن ارتباط ابنها بها غير طبيعي؟

على الجهة الأخرى، هناك علامات تستطيع أن تعرف الأم من خلالها أن ارتباط ابنها (أو بنتها) بها زائدًا عن الحد، إذا استمر رفض الطفل -وقد تجاوز السنتين- لمفارقة أمه


• لدرجة أنه يرفض خروجها من الغرفة التي يجلس بها
• ويعتمد عليها في أداء كل احتياجاته
• وبالتأكيد لا يستطيع النوم في سرير وغرفة منفصلة
• ولا يستمتع باللعب مع أصدقائه إلا إذا اطمأن لوجودها في نفس المكان
• ويستمر في البكاء عند مفارقتها أو ينزوي بحزن ويرفض التعامل مع من حوله بحيث لا يمكن إلهاؤه.
لماذا يحدث هذا الاضطراب في العلاقة بين الطفل وأمه؟

هناك العديد من سلوكيات الأم تجاه أبنائها تنبئ بحدوث ذلك الاضطراب في العلاقة، مثل:


• ملازمة الأم لطفلها بشكل دائم ورفض المساعدة من الآخرين للعناية به.
• عدم إفساح الفرصة للطفل للتعامل مع العالم الخارجي مثل التواجد مع أطفال أو الذهاب إلى الحضانة.
• عدم تدريب الطفل على الاعتماد على نفسه في الأكل و النوم وارتداء الملابس.
• وعلى الجانب النفسي: فإن التهديد الدائم بالمخاصمة وعدم الحب أو التهديد بهجر الطفل كنوع من العقاب للتحكم بالطفل، يهز من ثقة الطفل بأمه ويؤسس لديه شعور بعدم الأمان.
• تفريغ الغضب الناتج عن أي مشكلة أسرية في الطفل، والغضب غير المبرر والمفاجئ تجاه الطفل.

ولذا على الأم التأسيس لانفصال طفلها عنها تدريجيا عن طريق :

• غمر الطفل بالحب والحنان غير المشروط، وإعطاؤه الثقة بأنه محبوب ومرغوب طوال الوقت ورغم كل أخطائه.
• أن تحرص على مشاركة أطراف أخرى في رعاية الطفل كوالده أو جدته أو إخوته.
• أن تسمح له بالخروج في زيارات أو رحلات مع والده أو ذوي الثقة من الأقرباء.
• تدريب الطفل على الاستقلالية منذ الشهور الأولى، كأن توفر له سريرًا للنوم بمفرده، أو أن يتناول بعض المأكولات بنفسه دون مساعدة، كذلك أن يجرب ارتداء ملابسه بنفسه.
• تواجده وسط مجتمع من الأطفال يمارس فيه شخصيته وأفكاره الخاصة دون توجيه من الأم وإنما تراقبه من بعد.

في النهاية وبرغم محبتنا الشديدة لأبنائنا، إلا أننا نرغب لهم في حياة مستقلة، كما نحتاج لبعض المساحة من الخصوصية لاستعادة نشاطنا وقدرتنا على ال





0 التعليقات :

إرسال تعليق

 
مــوقــع إفـادتــم | by TNB custom blogger templates ©2014